بناء المنازل الطينية في ريف الرقة إرث شعبي يميزه التعاون

يتعاون أفراد العائلة أو الجيران في ريف الرقة الشمالي فيما بينهم على إعادة ترميم وبناء منازل الطوب استعداداً لفصل الشتاء.

في ساعات الصباح الأولى، يُقبل أهالي قرية العبارة شمالي الرقة على منزل علاء المصطفى، لمساعدته في بناء غرفة من الحجر واللبّن (الطين)، في مشهد يبعث على التكاتف والتآلف بين السكان.

وفي مشهدٍ مختلف يتجمع مجموعة من الشباب لمساعدة صديقهم الذي أمد يد العون لهم منذ فترة وجيزة، كما يسميها أهالي المنطقة (المراكنة)، لخلط التبن مع التراب معاً وعجنه جيداً قبل صبه في قوالب جاهزة مسبقاً، ثم تركه ليجف تحت أشعة الشمس لعدة أيام حتى يصبح الطوب جاهزاً للبناء.

"الفزعة"

ويشير علاء المصطفى بكلمة "الفزعة" دلالة على التعاون والتعاضد بين أبناء القرية، ويقول "نتساعد أهالي القرية فيما بيننا في كافة الأعمال منها جني القطن، وإعادة بناء وترميم والبيوت الطينية والعديد من الأعمال الأخرى".

 وتمتاز المنازل الطينية بكونها باردة صيفاً ودافئة شتاءً، لتحملها الظروف المناخية بوجود الطين الذي يعتبر مادة عازلة.

ويستبشر "المصطفى" خيراً بقوله "الخير موجود دائماً مادام هناك تعاون بين أفراد العائلة والجيران، كل شخص يقع عليه عاتق المساعدة".

ويبداً أهالي القرى بتجهيز اللبّن في بداية شهر حزيران لمنتصف تشرين الأول، استعداداً لفصل الشتاء.